منتدى عربي يؤصل لقيمة الشعر ويبحر في موضوعاته وجمالياته
منتدى عربي يؤصل لقيمة الشعر ويبحر في موضوعاته وجمالياته
حضور سعودي لافت بمعرض «الجدران» في قلعة صلاح الدين بالقاهرة
يفتح معرض «إذا كان للجدران أن تتحدث» باباً يطل منه الفن المعاصر بكل ألقه على التاريخ بكل سحره، حيث تحتضن «قلعة صلاح الدين» التاريخية بالقاهرة أعمال 50 فناناً ينتمون لجنسيات عدة، في معرض استثنائي تنظمه «كليتشر فيتور – أرت دي إيجيبت» كجزء من الدورة الثالثة لمعرض «حي القاهرة الدولي للفنون» لسرد قصص الماضي وعرض الفن المعاصر مع الخلفية التاريخية لأحد أهم معالم القاهرة.
ويشهد المعرض الذي يستمر حتى 4 نوفمبر (تشرين الثاني) حضوراً سعودياً لافتاً بقسم «طقوس الحكايا الكامنة» الذي يشارك فيه لأول مرة الغاليري السعودي «أثر غاليري» لعرض أعمال الفنانين السعوديين، زينة عامر، ياسمين سديري، رجاء الحاج، إبراهيم أبو مسمار، تمارا كالو، نورجاري، شيماء صالح، قمر عبد المالك، عمرو النجمة، علا سفيران، كما يشارك الفنانون السعوديون نصر التركي، شروق بنت فهد، خالد العويس بأعمالهم الفنية بقسم «حوار العرب».
وفيما تقدم زينة عامر عبر لوحتها (المجلس) جزءاً أصيلاً من الثقافة بالمملكة العربية السعودية، راصدة مساحة الفراغ داخل المنزل، وكيف يستغله الجيل الجديد، فإن إبراهيم أبو مسمار يطرح انعكاساً نقدياً حول مفاهيم الهوية الذاتية وعلاقتنا بالعالم المادي، معتمداً مجموعة متنوعة من الأدوات المنزلية، مثل خوذة وقداحة وكوب قهوة.
ويقدم عمرو النجمة عمله «قميص سحري أخضر» الذي يحوي آيات قرآنية، وتوجد منه نسخ كثيرة حول العالم، لعل أشهرها الموجود بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وتبدع علا سفيران عملها الفني «من الداخل» عبر مجموعة من المنحوتات اليدوية، مصنوعة من الطين، ترمز إلى لحظة تأمل ذاتي لتستكشف العيوب والإحساس باللمس والعفوية، فيما تقدم الفنانة قمر عبد المالك «حلم اليقظة» في جو من الحلم والأمل، بأسلوب ساحر، مجسدة أزمة أولئك الذين يعانون من مشكلات الهوية والمواطنة.
يقام المعرض داخل «دار درب»، ويضم إلى جانب «طقوس الحكايا الكامنة» 3 أقسام أخرى، يحمل كل منها عنواناً مستقلاً، هي «الحوار العربي» الذي يجمع أعمال فنانين عرب في حوار لمدارس فنية متعددة، ومعرض «الفنون الخزفية والتصميم»، و«إذا كان للجدران أن تتحدث».
وافتتح المعرض للجمهور في 24 أكتوبر (تشرين الأول) قبل افتتاحه الرسمي مساء الاثنين، حسبما تؤكد نادين عبد الغفار، مؤِسسة «أرت دي إيجيبت»، مبررة ذلك بقولها: «نحن نعطي الأولوية للجمهور، لأن مبدأنا هو الفن للجميع، وندعوه لاستكشاف الروايات الخفية مدمجة في الفضاء الذي نعيش فيه بهدف تجاوز الحدود المادية للجدران والتعمق في العوالم غير الملموسة للذاكرة والخيال والوعي الجمعي، ونعمل على جذب فناني العالم، لأننا جزء منه، ويهمنا هذا التبادل الثقافي».
وتشير عبد القادر إلى أن المعرض يشهد دمج التصميم مع فنون أخرى، وهو تصميم له علاقة بالتراث المصري بمختلف أنواعه، منوهة إلى أن هناك 250 زائراً للمعرض قدموا من أميركا وروسيا والبرازيل وفرنسا والإمارات والسعودية والبحرين.
وجذبت قضية الهجرة بكل أزماتها الفنانة الإماراتية «فاطمة لوتا» لتقدمها عبر لوحتين بمعرض «حوار العرب» مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنها تهتم كثيراً بعوالم الأطفال، وهي ليست بالضرورة مأساوية، وأنها ترسم لوحاتها دون خطط، بل تترك لفرشاتها العنان، ولا تضع إسكتشات مسبقة لها.
وتشارك الفنانة الكويتية غادة الكندري بلوحة «الأراجوز الفرنسي» لترصد العلاقات المتباينة بين شخصين، قد تكون هي أحدهما، والأخرى لوالدتها أو ابنها أو صديقتها، حسبما تقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «شرف لي أن تنام لوحتي بالقلعة، لأن روحي تتعلق بمصر التي قضيت بها سنوات دراستي بالجامعة الأميركية في القاهرة».
ويضم «الحوار العربي» أعمالاً لفنانين عرب من الجزائر، الكويت، العراق، فلسطين الإمارات، البحرين، قطر، السودان، المغرب، سوريا، إلى جانب الفنانين المصريين، كما يشهد معرض «إذا كان للجدران أن تتحدث» مشاركة فنانين من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة ومصر.
وقدّمت «أزميرالدا كوزما تبولوس» وهي فنانة يونانية فرنسية تعيش في القاهرة، بمعرض «إذا كان للجدران أن تتحدث»، عملاً فنياً متخذاً شكل الأعمدة جامعاً بين التاريخ والطبيعة، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنها استعانت بالمعالم البارزة من مختلف الحضارات لتمزج بينها وبين الأشياء المعاصرة مثل الخرسانة التي استخدمتها في الأعمدة، متمنية أن تنجح المجتمعات الحالية في ترك بصمة على غرار الأجداد الذين تركوا لنا حضارات عظيمة، على حد قولها.
لا تعليق